كتاب هل كان النبي مع خلقه

تفضيل الإمام على النبي عند الشيعة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:

فإنه ما من شك في أن أنبياء الله هم خير خلقه. ولا يخالف في ذلك إلا كل محروم من الصدق مع نفسه
 محروم من العقل محروم من القرآن محروم من الفطرة. فإن من يقرأ القرآن لا يتردد في أن أنبياء الله هم خير خلقه.

فإنني قد اخترت هذا الموضوع لأن الرافضة متمسكون بما هو مخالف للفطرة البشرية وأن علي بن أبي طالب
 لم يكن يفضل نفسه على أبي بينما هؤلاء يفضلونه على أنبياء الله.

 وتأتي هذه الرسالة لتكشف ،واحدة من أسوأ ما استقرت عليه عقيدة الرافضة من تفضيل قرابة النبي 
على سائر الأنبياء والمرسلين باستثناء نبينا محمد ع. بل عند بعضهم من غير استثناء.

وتكشف هذه الرسالة بالدليل أن هذا التفضيل عند الرافضة مبني على العنصر والطينة والنسب لا على 
الإمامة فقط. وهي إحدى أوجه التشابه بين الرفض واليهودية.

وتتجلى هذه الحقيقة في تفضيهم فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم على جميع الأنبياء بحجة
 أنها بضعة من النبي ع مع أنهم لا يقولون بإمامتها. مما يؤكد أن وراء التفضيل دعوة إلى تفضيل عنصر على آخر.
 أو طينة على طينة.

فإن الرسل أفضل البشر وأحقهم بالرسالة ( الله أعلم حيث يجعل رسالته). واصطفاهم على سائر الخلق.
 وكثرت آيات القرآن في الثناء عليهم وبيان صبرهم على أذى قومهم وجهادهم وثباتهم على الحق ومواقفهم التي
 واجهوا فيها أمم الكفر حتى قال الله لنبيه ( أولئك الذين أتيناهم الكتاب والحكم والنبوة) 
ثم قال ( أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده).

أن تفضيل علي وأبناءه عليهم خلاف ما عليه العقلاء من سائر الملل. ولا أعرف ملة على وجه الأرض
 فضلت أحدا عليهم وجعلت لغيرهم منزلة أعلى منهم سوى الرافضة وأتباعهم الصوفية الذين يقولون لأتباعهم 
« أنتم تخوضون بحرا وقف الأنبياء بساحله» وأن النبي يأخذ من المشكاة التي يأخذ منها الولي.

قال ابن تيمية « أفضل أولياء الله هم أنبياؤه، وأفضل أنبيائه هم المرسلون منهم، وأفضل المرسلين أولو
العزم: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد ع. وأفضل أولي العزم محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين
وإمام المتقين وسيد ولد آدم» (مجموع الفتاوى 161/11).

وكيف تكون الإمامة أفضل من النبوة والنبوة لا يجوز لها فاجر بينما يجوز أن بقوم بأعباء الإمامة البر
 والفاجر باعتراف الرافضة الذين نقلوا عن علي رضي الله عنه « لا بد للناس من أمير بر أو فاجر» وهذه العبارة 
سوف نلقي الضوء عليها بالتفصيل.

إن هذا الموضوع من عنوانه يبين أحـد مظاهر الغلو والانحراف في مذهب الرافضة: ألا وهو تفضيل
 أقارب النبي ع على أنبياء الله. ويبين استقرار مذهب الرافضة على شر العقائد.

وأنا على يقين أن عامة الرافضة لن يرتضوا هذا التفضيل على الأنبياء مهما اشتد تعصبهم لمذهبهم. لأن 
هذا الاعتقاد مخالف للفطرة ولما هو معروف ضرورة من أن أنبياء الله ورسله هم أفضل الخلق على الإطلاق.
 وأرجو أن تسهم رسالتي هذه بتوعيتهم وتحذيرهم من هذه الحقيقة.

إن قبول هذا الاعتقاد من بعضهم سيكون في نظري بمثابة تعويد الإنسان نفسه على شرب الخمر مع ما
 فيه من مرارة وقبح طعم لا تستسيغها النفس من المرة الأولى لأنها مخالفة للفطرة البدنية.


مرفقات

تعليقات