العقيدة الصحيحة شرط للنجاة

إن الحمـد الله نستعينه ونستهديه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله تعـالـى مـن شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة، وجاهد في سبيل الله حق جهاده حتى أتاه اليقين من ربه، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه، وعلى كل من اهتدى يهديه واتبع سنته واقتفى أثره إلى يوم الدين.

اللهم ارض عنهم وعنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين.

أما بعد:

فهذا الكتاب محاولة لتركيز العقيدة الإسلامية جمعتها بغية تقديمها للنـاس فـي صفحات بعيدة عن التطويل والتعقيد.
 فإن الحاجة ملحة إلى كتاب موجز يحوي جوانب العقيدة الأساسية بأسلوب يسير بعيد عن العبارات الكلامية الصعبة والتفريعات الفلسفية المعقدة التي لا يزيد الناس إلا بعدا عن فهم دينهم وتتعارض والطريقة القرآنية الواضحة، وتتعارض مع بساطة هذا الدين ويسره.

فنرجوا الله أن يجعل هذا العمل صالحا مقبولا نافعا للمسلمين وأن يخلص نوايانا إنه هو السميع العليم.

وصلى الله على سيدنا محمد النبي الكريم و. آله وأصحابه ومن اتبع هداهم إلى يوم الدين.

العودة إلى العقيدة الصافية

إن دعوة الإسلام الأولـى قـد تلقاها الأوائل بصفائها ونقائهـا وارتقـوا بـهـا إلـى المقامات السامية والمجد والرفعة، ثم لم تزل الزيادات والأفكار الدخيلة تأخذ حيزا في ثقافة المسلمين وعقيدتهم حتى أفرطوا في دينهم وطغت هذه الإضافات والعلوم الدخيلة على عقائد الإسلام ومناهجه، مما أورث انحطاطـا فكريا بين المسلمين كـان لـه الـدور البارز في نخلفهم.

إن هذه الأمة لن تنهض من كبوتها وغفلتها إلا بعد أن تعود إلى المصادر الأولى فتتلقى عقيدتها على نور الكتاب وما صح من السنة النبوية، من غير أن تحتاج إلى آراء أهل المنطق والكلام لتفهم عقيدتها من خلالهما، وقد كان لدخول المنطق والفلسفة أسوأ

الأثر في هدم الدين وتحريف تعاليم الأنبياء، ومن هنا وقف الصحابة بعد موت النبي p العلوم الدخيلة موقف الحذر أن يدخل شيء منها في الدين، ويفتتن بذلك المسلمون. من
ذكر ابن خلدون أنـه لـم فتح المسلمون أرض فارس ودخلوها وجدوا فيها كتباً كثيرة، فكتـب سـعـد بـن أبـي وقـاص إلى عمر بن الخطاب ليستأذنه فـي شـأنها وتنقيلهـا للمسلمين، فكتب إليه عمر أن اطرحوها في الماء، فإن يكن فيها هدى فقد هدانا الله بأهدى منها، وإن تكن ضلالاً فقد كفانا الله. فطرحوها في الماء – أو فـي النـار - وذهبت علـوم الفرس منها عن أن تصل المسلمين.(1 (1)
فهكذا كانت غيرتهم على دين الله، وهكذا يجب على كل مسلم أن يعمل على حمـايـة ديـن الله مـن منـاهج الدخيلـة التـي استحـسـنـهـا بعـض المفتونين أو دسـهـا بعـض المغرضين، ولا مساومة على دين الله.
ـ إنه لا بد للأمـة مـن تـطـهـيـر تـصــوراتها الكليـة، ومبادئها التوحيديـة مـن أدران الانحراف وعوج المفاهيم التي اختلطت بها، ولقد صدق الإمام مالك حيث قال:« لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها»


مرفقات

تعليقات