الرفاعية

ســــــيرة الرفاعي من خــلال كتـب المؤرخين
ولد الشيخ أحمد الرفاعي رحمه الله في أول سنة. خمس
قال الذهبي في ترجمة الرفاعي: «الإمام القدوة، العابد، الزاهد، شیخ العارفين، أبو العباس أحمد بن أبي الحسن علي بن أحمد بن يحيى بن حازم بن علي بن رفاعة الرفاعي المغربي ثم البطائحي، وكان قدم أبوه من بلاد المغرب وسكن البطائح في قرية « أم عبيدة» وهي قرية من قرى واسط بالعراق. ثم توفي وأم أحمد حمل به  ونشأ في كنف خاله الشيخ منصور الزاهد الذي اعتنى به. وكان شافعيا تفقه قليلا (3) على مذهب الشافعي رحمه الله. قال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية: « ويقال انه حفظ التنبيه في الفقه على مذهب الشافعي »
قال الذهبي: «وكان كثير الاستغفار عالي المقدار، رقيق القلب، غزير

الإخلاص، وكان متواضعا يجمع الحطب ويجيء به إلى بيوت الأرامل. وكان يقول: « أقرب الطريق الانكسار والذل والافتقار، تعظم أمر الله، وتشفق على خلق الله وتقتدي بسمة رسول الله  ». وكان لا يجمع بين لبس قميصين، ولا يأكل إلا بعد يومين أو ثلاثة أكلا، وإذا غسل ثوبه ينزل في الشط كما هو قائم يفركه، ثم يقف في الشمس حتى ينشف، وإذا ورد ضيف يدور على بيت أصحابه يجمع الطعام في منزر.
وقيل أحضر بين يديه طبق تمر، فبقي ينقي لنفسه الحشف يأكله، ويقول: أنا أحق بالدون، فاني مثله دون . .
وكان لا يقوم للرؤساء، ويقول: « النظر إلى وجوههم يقسي القلب »
توفي سنة ثمان وسبعين وخمس مائة في جمادى الأولى رحمه الله .
ثم إن الذهبي قال في كتاب العبر: «وكان إليه المنتهى في التواضع والقناعة ولين الكلمة والذل والانكسار والإزراء على نفسه وسلامة الباطن ولكن أصحابه فيهم الجيد والرديء، وقد كثر الزغل فيهم، وتجددت لهم أحوال شيطانية منذ أخذت التتار العراق: من دخول النيران وركوب السباع واللعب بالحيات، وهذا: « ما عرفه الشيخ ولا صلحاء أصحابه، فنعوذ بالله من الشيطان ».
* مؤلفات الشيخ أحمد الرفاعي :
وقد نسبت إلى الرفاعي كتب ورسائل عديدة، فأما الكتب فنسب إليه كتاب البرهان المؤيد وكتاب حالة أهل الحقيقة مع الله، وهذان الكتابان يعتبران عند الرفاعية من أوثق ما نسب إلى الشيخ. فانهم يقولون عنه: « هذا الكتاب الذي عز شأن سبكه عن المثيل، الذي جمعه من مجالس وعظه شرف الدين بن عبد السميع الهاشمي الواسطي، وقال شيخنا القوصي: ما قرىء هذا الكتاب _ يعني البرهان المؤيد . على أهل مجلس إلا وظهرت لهم نفحات العرفان والإخلاص والتمكن ».
أما كتاب « حالة أهل الحقيقة . مع الله » فانه ليس له مستند يصحح نسبته إلى الشيخ أحمد رحمه الله، وإنما أكد أتباعه صحة نسبته إليه، وهذا الكتاب عبارة عن تعليقات على الأحاديث التي يأتي لها بأسانيد خاصة بأهل البيت عن النبي ع لم تذكر في كتب الحديث كالبخاري ومسلم.
ويظهر منه عدم التضلع في علم الحديث حيث انه يذكر كثيرا أحاديث لم تصح مثل حديث « من ولد له ولد فسماه محمدا كان هو ومولوده في الجنة » وحديث: « نظر الولد إلى والديه عبادة » بل ويكثر أن يقول: « قال الله في بعض كتبه».
ثم يعول على غرائب الإسرائيليات
* النهي عن طلب الجنة والرضا بالنار :
وفي هذين الكتابين يميل إلى نقل حكم الصوفية وأقوالهم وقد ينقل من كلامهم ما لا يليق بالمسلم اعتقاده مثل تزهيد الناس في الجنة والنهي عن طلبها مثل أن ينقل عن إبراهيم قوله: « الهي إنك تعلم أن الجنة وما فيها لا تزن عندي جناح بعوضة بعد ما وهبت لي معرفتك ». وأن رابعة كانت تصف من يطلب الجنة أنه « أجير سوء ». مع أنه يذكر أيضا نقيض ذلك في الكتاب نفسه وكذلك ينقل فيهما دعوة المحبين إلى الرضا بالنار وحمد الله على الدخول فيها يوم القيامة لأنها من قضاء الله! مثل قوله: أن الله أمر جبريل أن يخبر أحد العابدين أنه من أهل النار فلما أخبره خر ساجداً يشكرا لله ويقول: « لك الحمد يا مولاي على قضائك وقدرك حمدا يعلو حمد الحامدين ».
وكذلك ينقل عنهم الاستهانة بها مثل قول أحدهم: « إلهي لا تدخلني في النار فإنها تصير علي بردا من حبي لك
وكذلك يتضمن مخالفات صريحة للتعاليم النبوية مثل أنه أورد حديثا لا صحة له يوبخ فيه النبي  أحد الناس لأنه قبل ولده. مع أن الثابت عنه ع عكس ذلك تماما
هذا ما وجدته في الكتابين غير أنه ليس باليد ما يؤكد صحة نسبتهما إليه والله أعلم. ولعله أن يكون من الصحيح أن لا تصح نسبة ذلك إليه رحمه الله وهناك كتب أخرى جمعها المنتسبون إليه من بعده ككتاب «المجالس الرفاعية»، وكتاب «رحيق الكوثر» وكتاب «حكم الرفاعي ». وذكر الزركلي بعضا من أبيات الشعر التي نسبت إليه وقال أن الصحيح أنها ليست له .
ومهما يكن من أمر فان هذه الكتب أن ثبت صحتها فان فيها ما يضاد كثيرا من المبادئ السنية الصحيحة بما يتنافى واعتقادات من انتسبوا إليه من بعده ممن


مرفقات

تعليقات