الحمـد لله رب العالمين والصلاة والسلام علـى المبعوث رحمـة للعالمين. أما بعد: فلقد ضبطت العديـد مـن أنـواع التحريـف والـدس الـذي قـام بـه الأحباش. ومن أهمها تحريف الأحباش كتاب (تحفة الأنام مختصر تاريخ الإسلام) للشيخ عبد الباسط الفاخوري رحمه الله.
وهم إذا احتججت عليهم بنص لا يوافق أهواءهم سارعوا إلى القول (لعل هذا النص مدسوس على المؤلف) مثلما يفعلون عندما يدافعون عن ابن عربي وهي أفضل الطرق للهروب من النصوص.
ولكنهم هم أول من يتوجه إليهم الاتهام بتحريف الكتب والحذف منها والإضافة فيها.
فإن هذه الرسالة الصغيرة جاءت لتكشف عددا من التحريفات التي قام بها الأحباش تحت ستار مركز الخدمات والأبحاث الثقافية.
وتحذر دار الفتوى والجمعيات والنقابات العلمية في لبنان والعالم من جرائم تحريف هذه الفرقة التي ما زالت تصدر الكتب وتتلاعب بنصوصها.
أول تجاربي مع التحريف عند الأحباش
لقد أهدى إلي أحد الإخوان منذ سنوات كتاب (تحفة الأنام مختصر تاريخ الإسلام) للشيخ عبد الباسط فاخوري رحمه الله (مفتي بيروت سابقاً) تحقيق: مركز الخدمات والأبحاث الثقافية. والمحقق هـو نـزار فاخوري الحبشي. وهذا المحقق لم يذكر في مقدمته شيئا عن عمله ولا النسخة التي اعتمدها أثناء التحقيق. ثم تولت طباعة الكتاب ونشره دار نشر حبشية هي (دار الجنان).
وكنت ذات يوم أقرأ في كتاب (صيانة الإنسان) للشيخ محمد بشير السهـسواني الهندي (توفي سنة 1326) ووجدتـه قـد عـزا نـصـاً مـن كـلام الشيخ عبد الباسط عن أحوال الوهابية وتاريخهم وعقيدتهم وأن مبادئهم لا تختلف عما جاء به النبي محمد ع والأنبياء من قبله.
وبحثت عن النص من كتاب (تحفـة الأنـام) الذي حققه الأحبـاش للشيخ عبد الباسط فاخوري فلم أجد فيه شيئاً.
غير أني وجدت نصاً يتعلق بالوهابية وفيه « ثم في غضون ذلك ظهرت الطائفة الوهابية في بلاد نجد واستولوا على مكة المكرمة والمدينة المنورة وباقي بلاد الحجاز حتى قاربوا بلاد الشام من جهة دمشق» (تحفة الأنام ص 199 محقق). والكلام لم ينته عنهم بعد.
وفجأة وجدت المحقق يقول عقب هذه الجملة (ص200) بإعلان كلمة بالخط العريض (بيان) ووجدته يقول في الحاشية العبارة التالية: «يوجد سقط في النسخة إن شاء الله سوف نستدركها في الطبعة الثانية».
وهذه العبارة من فنون الاحتيال عند هذا الحبشي المحرف. فإنـه لـم يحدد أين وجد السقط هل هو سقط من نسخة مخطوطة؟ ولعل الواضح أنه يعني أن السقط واقع من نسخته التي يحققها وسيخرجها للناس. غير أنه أوهم الناس أن السقط واقع في النسخة الأصلية القديمة التي اعتمدها في التحقيق.
وقد جرت العادة أن يقول المحقق عندما يجد سقطاً (يوجد سقط في المخطوط أو الأصل). ولو قال (يوجد سقط في الأصل) لانتهى الإشكال.
أضف إلى ذلك أن الكتـاب مطبـوع مـن قبـل ولا يمكن أن تكـون المخطوطة متوافرة عنـد المحقـق مـن دون النسخة المطبوعة المتداولة المطبوعـة فـي حيـاة المفتي المؤلف وهي النسخة التي أرجح أن تكـون النسخة التي اعتمدها صاحبنا المحقق.
ثم أن قول المحقق (سوف نستدركه في الطبعة الثانية) يعني أن النص الساقط ليس مفقوداً عنده بل هو بحوزته وإلا لما وعد بالاستدراك: فلماذا لم يؤخر إخراج الكتاب المحقق إلى أن يستدرك النص الساقط (إن كان ساقطاً)؟
تعليقات