الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله . أما بعد : أين تعقيباتكم ؟ أين شيخكم... أين مشايخكم ؟ " . وأنبه في هذه المقدمة إلى عدة أمور : ونحيل إلى أرقام مزورة ، لذلك تجدني في هذه الطبعة أحيل إلى النص حسب الطبعتين القديمة والجديدة من مؤلفات شيخهم لتفويت الفرصة على ممارسي " الحيل الشرعية " التي أجازوها على الله حتى قال شيخهم في حكم الاسبيرتو " وهذه حيلة يراد بها التخلص من الحرام " (1) كيف يستغل الأحباش البيئة المناسبة نعم تلك هي الحقيقة إن الأحباش يتربعون في أحضان بيئة يجوز في مذهبها التأويل والتصوف . فإذا أنكر أحـد علـيـهم التأويل قالوا : أليس التأويل من أصول مذهبكم ؟ اليس شيوخكم ومفتـوكم المعتبرون بين أشاعرة وماتريدية ؟ وإذا أنكر عليهم التصوف وأصناف البدع التي ينشرونها قالوا : ألم يكن مفتوكم شاذليين ونقشبنديين ورفاعيين ؟ فلماذا تنكرون علينا هذه الطرق ؟ نداء إلى الأحباش هذا الكتاب ليس إثباتا للتحدي ، ولكنه تبيين للحق وإثبات لـه بالأدلة والبراهين ليتمكن الباحث عن الموازنة بين دعوى الخصمين . إنني أدعو الجميع ومن بينهم الأحباش إلى قراءة هذا الكتاب وإنني لا أمتعض من قبول النصيحة من أي جهة أتت ، ومستعد للتراجع عن أي خطأ يثبت بالدليل في هذا الكتاب . حول عبد الله الحبشي لقد قدم عبد الله الحبشي الهرري إلى لبنان من بلد اشتهرت فيها فتنة (كلب) حيث تسبب موقفه العدائي ضد الجمعيات الإسلامية لصالح السلطات الأثيوبية إلى إغلاق مدارس تحفيظ القرآن ونفي القائمين عليها وسجن بعضهم . هو شركة تنقيب عن الزلات والهفوات والأقوال المرجوحة والفتاوى الشاذة : يستقطب بها أناسا " يريدون الحق " ولكن يريدونه تبعا لأهوائهم { ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السموات والأرض ومن فيهن } لا يطلبون ورعا بل رخصا يوفقون بها بين الدين وأهوائهم . ومن حمل شاذ العلماء حمل شراً كبيرا. فيأتيك بالفتوى الشاذة يظللها لك بـ " قال محمد بن الحسن قال عطاء قال أحمد قال سفيان : يسندها لك لتستسيغها ويكمم بأسانيده المظلمة أفواه المعترضين والمنكرين : فهذه شيطنة . ما يدندن الأحباش حوله وبعد سماع كثير من دروس الحبشي وتلاميذه وجدتها تدور حول المواضيع التالية : الشيطان لا يأمرك أن تقع في الشر مباشرة ، لكنه يستدرجك إليها خطوة خطوة عن طريق الشبهات ويسخر لها مجموعة من الأقوال المنسوبة بأسانيد مجهولة .
فهذا آخر إصدار من مؤلفاتي حول فرقة الأحباش والتي لم يردوا إلى الآن على أي منها ولله الحمد .
لقد أجادوا في الرد على من اتهمهم بتحريم أكل البيض والعسل والخيار وملاصقة الأنثى للجدار لأنه ذكر، وما أسهلها من ردود تحرج من لم يتحر الدقة والدليل والإنصاف في حق الخصوم .
ولكنهم لم يستطيعوا الرد على كتبي هذه والمرتبة ترتيبا زمنيا :
الرد على عبد الله الحبشي . طبع سنة 1983.
النقشبندية : طبع سنة 1983.
مناظرة ابن تيمية لطائفة الرفاعية 1984.
كتاب الرفاعية 1985.
كتاب الحبشي : شذوذه وأخطاؤه 1989.
كتاب بين أهل السنة وأهل الفتنة 1990
کتاب شبهات أهل الفتنة وأجوبة أهل السنة 1992.
وقد وعدوا بالرد فقالوا " ولعلنا يوما نرى من يتفرغ لجمع شذوذ هذا الرجل في مقالات فكاهية بعنوان دمشقيات (1). غير أن هذه المقالات " الفكاهية " لم تصدر بعد . هدانا الله وإياهم . ولعلهم إلى الآن لم يروا من يتفرغ لذلك . لماذا ؟
أين دوائركم العلمية لشئون الشرق الأوسط وأوروبا وأمريكا ؟.
إنهم عاجزون ولله الحمد عن الرد على كتبي لا سيما منها :
كتاب الرفاعية وكتاب النقشبندية وكتاب شبهات أهل الفتنة . وقد وعد النقشبنديون منذ أربع عشرة سنة بالرد على كتابي (النقشبندية) . وإلى الآن لم يردوا . وقد وفقني الله لإصدار رسالة جديدة مفصلة حول الطريقة النقشبندية بعنوان " حقائق خطيرة حول الطريقة النقشبندية تلغي كتابي القديم حول هذه الطريقة .
ويأتي هذا الكتاب الجديد " الموسوعة السنية في تفنيد الشبهات البدعية " الذي ادعى فيه أنني لبدع عموما والأحباش خصوصا .
الأول : أنني قد ألغيت كتاب شبهات أهل الفتنة ويأتي هذا الكتاب ليكون إصدارا آخر حيث جرت عليه تعديلات وإضافات كثيرة لا سيما في فصول التوحيد والتوسل والتبرك والتأويل ، واستجدت لدي معلومات كثيرة بقيت أدخلها على الحاسب لسنين عديدة في ردي على هذه الفرقة . فأرجو أن يكون هذا الكتاب موسوعة علمية حقيقية غنية بالمعلومات وأقوال سلف هذه الأمة وأئمتها، يستفيد منها طالب الحق والمدافع عن سنة النبي محمد صلوات ربي وسلامه عليه .
الثاني : راعيت في هذا الكتاب الإحالة إلى أرقام الصفحات الواردة في الطبعات الجديدة من كتب الحبشي ككتاب بغية الطالب وصريح البيان بناء على طلب بعض الاخوة الأفاضل حيث بلغنا أن الأحباش يظهرون للناس الطبعات الجديدة من كتب شيخهم المختلفة في أرقام صفحاتها عن الطبعات القديمة التي كنت أحيل إليها ، وذلك تمويها وخداعاً للناس ليظنوا أننا نفتري على شيخهم ونختلق له فتـاوى مكذوبة ،
وكما أن كذبا على النبي ع ليس ككذب على أحد : فكذلك احتيال على الله ليس كاحتيال على أحد.
الثالث : أن الطبعات الجديدة من كتب شيخهم تتضمن إضافات وحذوفات ، فمثلاً حذف الأحباش في الطبعة الجديدة من صريح البيان فتوى شيخهم بإباحة اليانصيب وبيع وشراء الصبي ، ومن كتاب بغية الطالب " جواز نظر الرجل إلى شيء من بدن المرأة الأجنبية التي لا تحل له ، بينمـا كـانت في الصفحة (288) من الطبعة القديمة . وكذلك جواز النظر إلى محارمـه مـن النساء مطلقا مـا عـدا مـا بين السرة والركبة إذا كان بغير شهوة، وقد كانت في الصفحة (290) من الطبعة القديمة .
الرابع : أن هذا الكتاب يعتبر من أقوى المراجع في مناظرة القـوم والاحتجاج عليهم فإنـه غنـي بالمعلومات في كل مسألة من المسائل المختلف عليها مع القـوم. ومع أنني لا أحبذ المناظرة معهم لما أعرف من خلقهم وتلبيسهم الحق بالباطل وهم يعلمون . فإن هذا الكتاب ذخيرة فـي يـد مـن كـان منتسبا لنفس الفرقة التي ينتسب إليها الأحباش من غير أن يكون متخلقا بخلقهم .
وهناك من ينتسبون للمذهب الأشعري ممن أعرف فيهم الخلق الحسن والاستعداد للحوارات العلمية الهادفة، ويأتي هذا الكتاب ليكون فرصة لمزيد من الحوار النزيه، هدانا الله وإياهم لمـا فيـه اتباع هدي السلف الصالح وجعلنا وإياهم حماة لهذا الدين ، وإن أولى الناس بالنبي ع من يذبون عن سنته .
أليس من أصول مذهبكم وأقوال مشايخكم جواز البدعة الحسنة ؟ فلماذا تنكرون علينا ؟
ولذا لا يزول الأحباش إلا بزوال الأصل الذي يستغلونه ، وحتى لو انقرض الوجود الحبشي فإنه سيظهر بنفس الأصول في ثوب آخر ، وهكذا حتى يذهب هذا الباطل القديم وهذه الأصول التي لا زال يتربى عليها أجيال وتظهر في صور وفرق مختلفة .
وهنا يظهر دور الكتاب المهم فإنه ليس يصلح للرد على الفرقة الحبشية فحسب، وإنما يكشف الأصول الباطلة التي ما زالت متعلقة بالأمة منذ قرون عديدة من تصوف وعلـم كـلام ويرد على أي فرقة تجتمع في أصولها مع الأحباش وإن كانت تختلف معها في بعض التفاصيل والفروع . إن هناك كثيرين يرتضون مبدأ رد الأحباش على " المخالفين " لأنهم يجتمعون مع الأحباش في نفس الأصول والغايات ولكنهم قد يختلفون معهم في طريقة هذا الرد ووسيلته . وفي الأسلوب الذي ينتهجونه منهم
ما الذي يصدهم عن قراءة كتابي فإنني شخصيا ما تركت كتابا للحبشي إلا وقد قرأته ، وقد عهدت بعضهم لا يطيق مجرد النظر إلى غلاف كتابي . فهلا نبذنا العصبية والكراهية وراءنا ، ووسعت صدورنا للاطلاع على حجة مخالفنـا لمـاذا يلتقي المختلفون وهم كفار فيخرجون باحترام وإن لم يتفقوا ؟
أولسنا بأولى بهذا الخلق منهم ؟ وقدوتنا محمد ع الذي شهد الله بكمال خلقه في القرآن فقال { وإنك لعلى خلق عظيم } ؟ أم أننا لا نريد الاقتداء بخلقه الكريم بأبي هو وأمي !!!
لقد أمرنا الله أن ننصف عدونا ممن لا ينتمي لديننا ، أفليس من باب أولى أن يكون هذا الإنصاف فيما بيننا ؟
لقد أمرنا الله أن لا تجادل أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن فلماذا لا نتجادل فيما بيننا بمثل ذلك ؟
وهل ترانا نستطيع أن ننصف عدونا إن كنا عاجزين عن إنصاف بعضنا بعضا ؟
إن الله سيجمع بيننا وسنقف في محكمته ، ويحكم بين المختصمين ، وهذه الدنيا ليست بموطننا الأم وإنما هي معبر اختبار تنتهي فيه حصة الاختبار عندما يدق جرس المـوت ، فلنتق الله فيما بقي قبل أن يفوت الأوان ويومئذ لا ينفع الندم.
إنني أعتذر عن كلمة صدرت مني واعتبرت مني قاسية مما قد يقع مني أثناء ردودي ، وأرجو أن يعذرني القارئ فقد يأخذني الحماس وأنطلق بعاطفتي عن الحد المطلوب . وأرجو أن يكون هم القارئ الاطلاع على ما في الكتاب وأخذ الحق منه وإسداء النصيحة لما يرد فيه من خطأ وهذا حال من رزقه الله إنصافا
وهذه حقيقة قد لا يرضى أتباع الحبشي تصديقها ولا سماعها ، غير أننا نذكرهم بالدور المشابه الذي قام به في لبنان مما تسبب في فتنة هي أعظم من فتنة كلب الماضية .
فإنه لما جاء إلى لبنان وخلا له الجو عاود الفتنة نفسها وأحدث شرخا عظيما وكراهية شديدة بين أبناء الطائفة السنية ، وتأسست جماعته على عدم التسامح ولا اللين مع الجماعات الأخرى بل تتعامل معهم بلغة التكفير والطعن واللعن ، الأمر الذي أكد تهمة فتنة الأمس (كلب) بمدينة هرر .
وقد اصطحب معه في مجينه مجموعة من الفتاوى الشاذة وسعى في نشر مخلفات عقائد المعتزلة ، وجعل علم الكلام هو التوحيد والدفاع عن البدعة هو طريق السنة وجعل الاستغاثة بالمخلوق شعار أهل التوحيد ، وسب العلماء وشتمهم وإخراجهم من جادة الإسلام هو الأخلاق التي جاء بها الإسلام .
لماذا قلت : شذوذه وأخطاؤه ؟
وينقل لك أموراً عن بعض من يجوز عليه الخطأ ممن عهد عنهم الرجوع عن الخطأ حال تبينه :
فيأخذ من أبي حنيفة جواز أخذ الربا من الكافر الحربي .
ويأخذ من الشافعية قصر الزكاة على الذهب والفضة دون العملة الورقية بل قبل وجودها .
ويأخذ من الشيخ العدوي جواز صلاة الرجل مغموساً بالنجاسة .
ومن غيره الصلاة وهو مكشوف الجسد إلا من السواتين فقط لمن يعتقد جواز ذلك .
ويأخذ من الشيخ عليش أن الله هو الذي أعان الكافر على كفره ومن الرازي أن العبد مجبور في صورة مختار .
ويأخذ من المعتزلة التأويل كاعتقاد استيلاء الله على العرش .
ويأخذ من بعض الفقهاء الأحناف جواز الحيل ( الشرعية ) على الله .
ويأخذ من بعضهم جواز أن تخرج المرأة متزينة متطيبة
ويأخذ من الصوفية جواز الاستغاثة بغير الله والتبرك عند القبور، والزيادة على ما شرعه الله في
ويأخذ من الرفاعية جواز بيع العقارات في الجنة وإطفاء الأنوار عند الخلوات وعند أخذ البيعة .
ويأخذ عن الأشاعرة جواز أن يكون جبريل هو المعبر بالألفاظ عن كلام الله الذي هو معنى في النفس
ويأخذ عنهم جواز أن يعذب الله الأنبياء والصالحين وأن يدخل الكفار الجنة ويثيبهم على كفرهم .
جواز دعاء غير الله بل والاستعاذة بغير الله ، والالتجاء إلى مقابر الصالحين والابتداع في الدين .
أصل الدين أن لا يعبد إلا الله ، وأن لا يعبد الله إلا بمـا شـرع . أمـا عنـدهم فأصـل الـدين : عبادة الله وغير الله بما شرع وبغير ما شرع من أصناف البدع .
التلاعب بنصوص القرآن بما يسمونه تأويلا .
الإرجاء في الإيمان والجبـر فـي القـدر ، وجواز اتباع الحيـل علـى الله ، وإن أسموها "شرعية" ، وجواز موالاة من يحكمون بغير ما أنزل الله . ولا يسمون من يحكم بغير ما أنزل الله متطرفا ولكنهم يسمون المطالبين بتحكيم الشريعة متطرفين
وفتح باب التكفير (وهو أخطر باب يفتح) مع الجهل بضوابط التكفير وأصوله بما أدى إلى حكم أتباعه على المخالف بالكفر ولو كانت المخالفة فيما لا يبلغ درجة الكفر كفروع الأحكام .
شبهات الشيطان
تعليقات