الأدلة على تحريم الإستغاثة بغير الله

هذه الرسالة على إيجازها تتضمن استدلالات جديدة وقوية جدا لا يمكن للمخالف أن يحيد عنها أو أن يردها. وقد حرصت فيها على ما أسميه عادة بالرد المتفن.
والفضل في ذلك الله وحده.
ومن خلال المقدمة أعلن إطلاق التحدي لكل صوفي أو حبشي أو رافضي أن يرد على هذه الأدلة ويبطلها أو يقبل المناظرة حولها في أي مكان يريد في قناة أو عالم والثاني يتضمن الرد على أهم ما عند المخالف من شبهات حول الاستغاثة بغير الله. أما الأدلة من القرآن فهي كثيرة وسوف أجملها في صفحة أو صفحتين ثم أقوم بذكر الأدلة من السنة بشيء من التفصيل والتعليق. وبعدها قمت بإيراد اهم أقوال العلماء المعتبرين عند المخالفين في تحريم الاستغاثة بغير الله. ثم ختمت الرسالة بذكر أهم شبهات المخالفين واستدلالاتهم من السنة مع الرد عليها. التخاطب الصوتي العنكبوتي (PALTALK).
وقد قسمتها إلى قسمين:

الأول يتضمن الأدلة على تحريم الاستغاثة بغير الله.
والثانى يتضمن الرد على أهم ما عند المخالف من شبهات حول الاستغاثة بغير الله
ثم ذكرت الأدلة العقلية التي تكون تبعا وطائعا لأدلة الكتاب والسنة.
وبعدها قمت بايراد أهم أقوال العلماء المعتبرين عند المخالفين فى تحريم الاستغاثة بغير الله
ثم أوردت الأدلة اللغوية على تحريم الاستغاثة
ثم ختمت الرسالة بذكر أهم شبهات المخالفين واستدلالاتهم من السنة مع الرد عليها
وأسأل الله أن ينفع بهذه الرسالة وأن يتقبلها منا وأن يفتح لها قلوبا عميا وآذانا صما.

دلة تحريم الإستغاثة بغير الله
لا يوجد حديث صحيح في الاستغاثة بالأموات ولا بالأحياء الغائبين
لا يوجد حديث واحد صحيح السند صريح المتن يجيز الاستغاثة بالأموات أو التوسل بالذوات، قريبين كانوا عن المستغيث بهم أو بعيدين عنه. ولا يوجد في شرع الله ما يسمى مناداة الغائب أو طلب الحاجة منه. لأن هذا هو التشبيه بالخالق. قال تعالى ( فلا تجعلوا الله أندادا وأنتم تعلمون). ومن زعم أن الله أذن له فهو داخل في قوله تعالى ( أطلع الغيب أم التخذ عند الرحمن عهدا). فإن أتي بالإذن المزعوم وإلا كان انداديا يساوي المخلوق بالخالق في سماع الملايين وقضاء حوائجهم.
المشرك مشبه وإن ادعى التنزيه
وإن من صور التشبيه عند أدعياء التنزيه أنهم جعلوا الرسول مساويا مع الله في النداء بالغيب مع أن هو المتفرد بذلك كما في الحديث الصحيح:
« أيها الناس إربعوا على أنفسكم إنكم لا تدعون أصما ولا غائبا إنكم تدعون سميعا بصيرا وهو معكم». والحديث نص على أنه لا يجوز دعاء الغائب سواء كان حيا أو ميتا. ولا يقال إن النبي يسمع من بعيد لأنه ليس بأصم ولا غائب. لأن السميع القريب هو الله وحده. ومن جعل معه سميعا قريبا فقد شبه بخلقه، مغرور ومع هذا فقد زين له شيطانه أنه منزه الله عما لا يليق بعيد عن التشبيه والتجسيم بتأويله الباطل للصفات المؤدي إلى تعطيل ما وصف الله به نفسه. ولو كان حريصا على تنزيه الله لكان أبعد الناس عن الشرك.
وكذلك حديث:

« يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم، قاموا في صعيد واحد، فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته، ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر» (رواه مسلم).
وهؤلاء جعلوا النبي مساويا الله في هذا الحديث في كونه يسمع الجميع ويعطيهم مسألتهم جميعهم في وقت واحد.
الشرك بالله تشبيه والتنزيه زخرف المشركين
إن المستغيثين بغير الله هم المشبهة لأنهم يجعلون الله أندادا. والند هو الشبيه.
والمشبه من يعتقد علم الميت بالغيب وإحاطته بملايين المتوجهين إليه مهما اختلفت لغاتهم وأمكنتهم. فلا يغرنك من يتكلم عن تنزيه عن مشابهة المخلوقات ليعطل ما وصف الله به نفسه من الصفات. فهذا من وحي إبليس نفسه الذي أوحى له الوقوع في الشرك بدعوى محبة النبي والأولياء. وهو بذلك معطل في الأسماء والصفات مخدوع يظن أنه بتعطيله منزه الله عما لا يليق به. بينما هو دائر بين الشرك والتعطيل.
وهو قائل على الله بغير علم حين يزعم أن سماع الميت كرامة. فقد اختلف الصحابة إلى حد الاقتتال ولم يكونون يدعون نبيا ولا ملكا ولا وليا ليقضي بينهم قبل أن
يقتتلوا. فهل كانوا يفضلون سفك الدماء فيما بينهم على أن يحكموا النبي فيما شجر بينهم؟
هل اتصل الصحابة بالنبي بعد موته؟
ولا شك أن الرسول ناصح أمين وبالمؤمنين رؤوف رحيم. وأن الصحابة رحماء بينهم.
 ولو خيروا بين القتال وبين غيره كأن يحكموا الرسول فيما شجر بينهم بما يوفر عليهم الإقتتال لسارعوا إليه.
 وإلا لزم أن النبي تركهم يتقاتلون وأنهم فضلوا الاقتتال على الاتصال به والتحاكم إليه.

ولم يثبت عن عائشة أنها كانت تكلم النبي وهو في قبره، وكانت لا تزال تسكن البيت الذي كان يحوي قبر النبي صلى الله عليه وسلم؟ 
ولم يثبت أن أحدا من الصحابة رفع قبرا وبني عليه جدارا وجمع الناس ليتبركوا به.
 فعن أبي الهياج الأسدي أن عليا رضي الله عنه قال له: « ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله p ؟ أمرني أن لا أدع قبرا مشرفا (أي مرتفعاً) إلا سويته (بالأرض) ولا تمثالا إلا طمسته » (مسلم969).
وعن ثمامة بن شفي قال: « كنا مع فضالة بن عبيد بأرض الروم برودس فتوفي صاحب لنا، فأمر فضالة بقبر فسوي. ثم قال: سمعت رسول الله م يأمر بتسويتها » [رواه مسلم رقم (968) 666/2].
• وعن عبد الله بن شرحبيل بن حسنة قال: « رأيت عثمان بن عفان يأمر بتسوية القبور، فقيل له هذا قبر أم عمرو بنت عثمان! فأمر به فسوي » [رواه ابن أبي شيبة في المصنف 138/4 قال الألباني: وسنده صحيح].
ولهذا روي عن عمرو بن شرحبيل أنه قال عند موته: « لا ترفعوا جدثي – يعني القبر- فإني رأيت المهاجرين يكرهون ذلك » [رواه ابن سعد في طبقاته 108/6 وسبب كل ذلك تعظيم القبور بما يؤدي إلى العودة إلى الجاهلية الأولى في الاستغاثة بالصالحين. 
قال الحافظ « وقصة الصالحين كانت مبتدأ عبادة قـوم نـوح لهذه الأصنام، ثم تبعهم من بعدهم على ذلك ». وذكر أنهم كانوا يتبركون بدعاء سواع وغيره من الصالحين ويتمسحون بصورته [فتح الباري 8: 668 - 669].


مرفقات

تعليقات